“اتصالات لكتاب الطفل” تعزز مهارات مطوري التطبيقات التفاعلية لكتب الأطفال مروة العقروبي: هدفنا توظيف التطور التكنولوجي لتعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال

نظمت  جائزة اتصالات لكتاب الطفل، الجائزة الأبرز في مجال كتب الأطفال واليافعين في العالم العربي، والتي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وترعاها شركة اتصالات، ورشة عمل حول تصميم الوسائط التفاعلية، خلال مشاركتها في منتدى أبوظبي للنشر، بهدف تعزيز مهارات العاملين في مجال التطبيقات التفاعلية للأطفال.

واستهدفت الورشة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، مطوري التطبيقات التفاعلية لكتب الأطفال، الذين شاركوا في الدورة العاشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، والتي استقطبت 13 تطبيقا تفاعلياً من عدد من الدول العربية، شملت كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر، ولبنان، والكويت، ولكن لم يتأهل أي تطبيق منها للفوز بالجائزة ضمن فئة “أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب”، لعدم استيفاء المشاركات للشروط المهنية والمعيارية للجائزة.

وقرر القائمون على الجائزة توظيف قيمة الجائزة المالية، التي تم تخصيصها للتطبيق التفاعلي الفائز خلال الدورة العاشرة،  لإقامة هذه الورشة، الهادفة إلى تعزيز مهارات العاملين في مجال التطبيقات التفاعلية للأطفال، لصقل مهاراتهم من أجل إنتاج تطبيقات تفاعلية تلائم الصغار وتواكب متطلباتهم.

وفي هذا الصدد، قالت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “إن الوسائل التكنولوجية الحديثة يجب أن تبقى وسيلة للارتقاء بالمعارف. من هنا فإن تركيزنا على الارتقاء بالتطبيقات التفاعلية، وتعزيز مهارات وخبرات المتخصصين بها، يترجم استراتيجية جائزة اتصالات لكتاب الطفل في توظيف التطور التكنولوجي لخدمة أهدافنا في ترسيخ وتعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال، وتحويلها إلى عادة محببة لهم، نظراً لانجذاب الصغار إليها، حيث نستخدم آخر ما توصلت إليه التطورات التقنية لتقديم المعارف، والمهارات المختلفة بطريقة سلسة وترفيهية ذات قيمة عالية”.

نظريات وابتكارات

واستعرضت الورشة أبرز التوجهات في مجال تنشئة ونمو الأطفال، وأحدث التقنيات المتبعة في تصميم وتطوير تطبيقات تفاعلية للكتب المخصصة للأطفال الناطقين بالعربية، إلى جانب النشاطات التي يمارسها الأطفال في مختلف المراحل العمرية، بالإضافة إلى موجز حول أبرز نظريات التطور والتعلّم عند الأطفال، واستعراض تطبيق تصميم الوسائط التفاعلية الذي ابتكرته شركة “لمسة”.

واستعرض مقدم الورشة، بدر ورد، المدير التنفيذي لشركة لمسة التي أطلقت تطبيق لمسة الفائز بالجائزة لعام 2017، وأحد أعضاء لجنة تحكيم الدورة العاشرة من الجائزة، سبل تصميم برامج ووسائط تفاعلية باللغة العربية، تأخذ بعين الاعتبار، العوامل اللازمة لإنتاج تطبيقات تفاعلية للكتب عالية الجودة، عبر توفر المعرفة التامة بقدرات الأطفال وأنماط التعلّم لديهم.

وركزت الورشة على عددٍ من المحاور المهمة، شملت آليات تعلم الطفل، (كيف يتعلم الطفل)، وأهمية التحفيز الذاتي، والعناصر الأربعة للتحفيز الذاتي، والنظرية البنائية للتعلّم للعالم النفسي السويسري جان بياجيه، وتأثير النظرية البنائية على فن التصميم، ، ومراحل تصميم الوسائط التفاعلية.

وقدمت الورشة عدد من النصائح والمفاهيم، التي تشكل عوامل نجاح في تصميم وتطوير تطبيقات تفاعلية للكتب المخصصة للأطفال، تبدأ بوضع الفكرة والمفهوم، وبناء المحتوى الذي يعبر عن الرسالة، بالإضافة إلى الرسومات والتصميم، وتوظيف الرسوم المتحركة ، ثم التطبيق والتنفيذ، واختيار الموسيقى، وأخيراً الاختبار.

يشار إلى أن جائزة اتصالات لكتاب الطفل انطلقت برعاية من شركة “اتصالات” وتنظيم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بهدف دعم صناعة كتاب الطفل في العالم العربي، والارتقاء به، وتكريم كتب الأطفال المميزة التي تتناول مواضيع معاصرة تثري أدب الطفل، إلى جانب تحفيز الناشرين والكتاب والرسامين للإبداع في مجال نشر كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية.

“كان ياما كان” تقدم أكثر من 500 كتاب جديد لمدرسة ” نوشيرا ميوات” في الهند

قدّمت حملة “كان ياما كان”، التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، في إطار مشاركة المجلس ضمن وفد إمارة الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي العالمي للكتاب 2019، أكثر من 500 كتاب جديد لمدرسة “نوشيرا ميوات” العامة في الهند، لتصل عدد الكتب التي قدمتها للمدرسة إلى ما يفوق 2500 كتاب ضمت عناوين متنوعة تثري معارف الأطفال في مجالات الأدب وتطوير الذات وغيرها.

ونظّمت المبادرة التي تسعى إلى إيصال الكتب لجميع الأطفال القاطنين في المناطق التي تعاني صعوبات في الوصول إلى الكتاب، زيارة للمدرسة، بحضور مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وفريق عمل المجلس – استقبلهم خلالها أطفال المدرسة بعرض فني تبعه توزيع الكتب على الأطفال.

وحول هذه الزيارة أشارت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين إلى أن المجلس يمضي في ترسيخ علاقة الأطفال مع الكتاب عبر المبادرات والبرامج التي ينتهجها ويشارك من خلالها في شتى الأحداث الثقافية التي تستضيفها المدن العالمية سنوياً بما يتماشى مع نهج المجلس في غرس ثقافة القراءة وحب المعرفة في نفوس الأطفال.
وقالت رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “تنسجم هذه الزيارة مع استراتيجية المجلس الرامية إلى الوصول بالكتاب للأطفال أينما وجدوا عبر بوابة مبادرة كان ياما كان، وسررنا بما شهدته المكتبة من تفاعل وإقبال من طلاب المدرسة ما دعانا لمضاعفة المضامين التي تحتويها رفوف مكتبة المدرسة بدفعة جديدة من الكتب التي تمتاز بالثراء اللغوي والمعرفي في مختلف المجالات”.
وأضافت:” نحرص في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على متابعة المشاريع والمبادرات التي نطلقها في مختلف أنحاء العالم بما يضمن تحقيق أهدافنا في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب من خلال الكتاب”.

وكانت “كان ياما كان” قد افتتحت في عام 2017 بالتعاون مع “الاتحاد للطيران” مكتبة تضم ألفي كتاب لمدرسة (نوشيرا ميوات)، لتؤكد بذلك حرصها على تزويد الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تعاني من صعوبات في الوصول إلى الكتاب نتيجة ظروف اجتماعية أو طبيعية أو بسبب الاضطرابات والحروب، بكتب ذات قيمة وجودة عالية، لتكون بمثابة مصادر معرفية وترفيهية، توفر للأطفال مصدراً متنوعاً، يمزج بين التعليم والتوعية والترفيه، إلى جانب الدعم المعنوي والنفسي.

ويعد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين – الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين- منظمة غير ربحية تمثّل شبكة عالمية من الأشخاص حول العالم ممن تعهّدوا بتأمين الكتب للأطفال، وتسعى هذه المنظمة إلى الترويج للوعي العالمي من خلال كتب الأطفال ومنحهم إمكانية الوصول إلى الكتب ذات المعايير الأدبية والفنية العالية، بالإضافة إلى تأمين الدعم والتدريب اللازمين للمؤلفين والرسامين المهتمين بأدب الأطفال، ويعمل المجلس الإماراتي على ضمان وصول الكتب إلى أيدي الأطفال، كما يشجع على نشر وتوزيع الكتب ذات القيمة العالية، ويعمل على ترويج القراءة وكتب الأطفال.

“الإماراتي لكتب اليافعين” يناقش تحديات الكتب الميسرة للمعاقين

جمعت منصة جناح الشارقة المشارك في فعاليات معرض نيودلهي الدولي للكتاب، أربعة من الكتاب والناشطين المتخصصين بأدب الطفل، في جلسة حوارية حملت عنوان “إنه ليس كتاباً سحرياً”، نظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتناولت التحديات التي تواجه الكتب الموجهة لذوي الإعاقة، والمعايير الغائبة عن دور النشر العربية، وأهمية تطوير منظومة صناعة الكتب للمعاقين.

وشارك في الجلسة التي عقدت مساء أمس (الاثنين)، ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب، كل من روان بركات، مؤسسة ومديرة مؤسسة رنين المتخصصة في مجال الكتب الصوتية، ومحمد النابلسي، من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ود. إيرا ساكسينا، الكاتبة والطبيبة النفسية، و فيربالا رستوغي العضوة الناشطة في الخدمة المجتمعية، والعاملة في المجلس الهندي لكتب اليافعين، وأدار الندوة آمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال.

وأكد المتحدثون أن النظرة المجتمعية لذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن تتغير، لافتين إلى أنه في الوقت الذي يرى البعض أن المعاقين غير قادرين على أداء بعض المهام والأعمال، يثبت ذوو الاحتياجات الخاصة أنهم قادرون على فعل الكثير، وتقديم إضافة حقيقية إلى المجتمعات التي ينتمون إليها.

وشددوا على أن تغير الذهنية تجاه المعاقين يسهم في النهوض بالكتب الموجهة لهم، موضحين أنه مهما كانت الإعاقة التي يعاني منها الأشخاص إلا أنها لا يمكن أن تعيقهم عن القراءة، فللكفيف والأعمى كتب مسموعة، وأخرى بلغة بريل، وللصم والبكم كتب مصورة، ولذوي الإعاقات الذهنية كتب مبسطة سهلة تقرب الأفكار إليهم.

أنواع مختلفة للكتب ذوي الإعاقة

وتوقف المتحدثون عند أنواع الكتب المعروفة في نشر المؤلفات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرين إلى وجود كتب (دامجة) وهي الكتب الموجهة لمجمل القراء والتي تتناول قضايا المعاقين وتحاول دمجهم في المجتمع من خلال الأفكار، والحكايات، والصور، وغيرها، وهناك الكتب (الميسرة) التي تعتمد على وسائل إضافية لتقريب محتواها إلى القراء ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر السمع، أو التصوير، أو التجسيم، أو غيرها من الأساليب.

ولفتوا إلى أن الكثير يخلط بين الكتب الدامجة والميسرة، والبعض لا يصنفها وفق الفئات الموجهة لها، ويعتبر أن كل ما يتناول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة هو موجه لهم، مستعرضين عدداً من الكتب الدامجة والميسرة الصادرة باللغة الهندية والإنجليزية، والعربية.

تحديات

وأكد المتحدثون أن الكتب الميسرة لذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من جملة تحديات في العالم العربي، والهند، منها تكلفة الإنتاج، وغياب المعرفة اللازمة والكافية لإصدار كتب للمعاقين عند الناشرين، واعتماد هذه الكتب ضمن الخدمات المقدمة للمعاقين وبالتالي نشرها مجاناً والتهاون في حقوق نشرها.

وشددوا على أهمية وجود متخصصين بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة خلال عمل دور النشر على إصدار كتب ميسرة، مشيرين إلى عدد من المبادرات الهادفة والقيمة التي وقعت في أخطاء بسيطة خلال العمل مما بدد جهدها في إصدار كتب ميسرة بالمعايير المطلوبة.