أكد أعضاء لجنة تحكيم جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وترعاها شركة اتصالات، على أهمية الجائزة ودورها خلال السنوات الماضية في دعم العاملين في مجال أدب الطفل العربي والارتقاء بثقافته.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي استضافها ملتقى الفكر على هامش الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، والمقامة في مركز إكسبو الشارقة.
وناقش أعضاء لجنة تحكيم النسخة التاسعة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل المكونة من : الدكتورة ياسمين مطاوع، أستاذة الإنشاء والخطابة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتامر سعيد، المدير العام لمجموعة “كلمات” للنشر، وميرتيس باريس، مؤسسة دار “موزاييكس ليبريس” الإسبانية، وانطلاق محمد علي، الفنانة والكاتبة العراقية، خلال الجلسة التي أدارتها إيمان محمد، تنفيذي البرامج والجائزة في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الدور الذي لعبته الجائزة، في إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية عند الأطفال من خلال إبراز وتكريم أفضل أعمال العاملين في مجال أدب الطفل واليافعين.
ولفتت اللجنة إلى ارتفاع مستوى المشاركات هذا العام، إذ شهدت الكتب المشاركة تطوراً واضحاً ونضجاً يعكس التناغم بين المؤلف والرسام، حيث تدخل الرسم في تفاصيل الكتاب وتوافق مع توجهاته.
ووفقاً لأعضاء لجنة التحكيم فإن العديد من مشاركات هذا العام تميزت بجرأة في الطرح، إذ تناول العديد منها أحداثاً اجتماعية تواجه المجتمعات العربية، مشيرين إلى أنها تستحق عن جدارة الترجمة إلى لغات أخرى داعية دور النشر إلى القيام بدورها بهذا الخصوص.
وطرحت الجلسة الحوارية عدداً من التساؤلات الجوهرية حول الآلية والضوابط التي تنتهجها اللجنة في ترشيح واختيار الأعمال الفائزة، كما طرحت عدداً من الأفكار والمبادرات الجديدة التي من شأنها الارتقاء بعمل لجنة التحكيم.
وتناولت إحدى المبادرات تساؤلاً حول مدى إمكانية إشراك أبناء أعضاء لجنة التحكيم وإشراك طلبة المدارس من الفئة العمرية المستهدفة، في الاطلاع على الأعمال التي يقدمها المشاركون، وقراءة مدى تأثيرها عليهم، وبالتالي الحكم على جودة المنتج الأدبي.
وأوضحت لجنة التحكيم أنها ضمن شروط وضوابط اختيار الأعمال الفائزة، تم استبعاد العديد من المؤلفات التي وجدت اللجنة أنها أعمالاً مقتبسة، وتلك التي لم ترتق وفقاً لأعضاء اللجنة إلى المستوى المطلوب، معللين استبعادها بالاستخدام المفرط للهجة العامية التي أضفت غموضاً على النص، وضعف اللغة المستخدمة، فضلاً عن عدم تعبير الرسم عن النص أو الفكرة الأساسية في الكتاب.
وخلصت الندوة إلى اتفاق المشاركين في الجلسة الحوارية على ضرورة تسلّح الكاتب بمقومات أدبية تثري نصه وتبتعد به عن حيّز الجمود ويقترب أكثر من واقع القارئ واهتماماته من خلال مقاربة فكرية تجسد لواقع النص المكتوب بالاعتماد على أسلوب جاذب للقراء.
وكانت الجائزة قدمت هذا العام تجارب إبداعية من ثلاثة بلدان عربية، هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، ولبنان، حيث فاز بجائزة كتاب العام للطفل، البالغ قيمتها 300 ألف درهم، كتاب “لي بدل البيت بيتان” للكاتبة لوركا سبيتي، ورسوم منى يقظان، والصادر عن دار الساقي – الساقي للأطفال والشبان في لبنان، بينما فاز بجائزة كتاب العام لليافعين، البالغ قيمتها 200 ألف درهم، كتاب “كابوتشينو” للمؤلفة فاطمة شرف الدين، والصادر عن دار الساقي – الساقي للأطفال والشبان في لبنان.
ونال جائزة أفضل نص، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، كتاب “أمي غوريلا وأبي فيل” للدكتورة نسيبة العزيبي، ورسوم عبد الرزاق الصالحاني، والصادر عن دار العالم العربي للنشر والتوزيع في دولة الإمارات، بينما فاز بجائزة أفضل إخراج، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، كتاب”ماذا حصل لأخي رامز؟” للكاتبة تغريد عارف النجار، ورسوم مايا فداوي، والصادر عن السلوى للدراسات والنشر في الأردن.
أما جائزة أفضل رسوم، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، فجاءت من نصيب الرسامة اللبنانية مايا فداوي وذلك عن رسومها لكتاب “خروف اليوم السابع” للكاتبة أمينة العلوي الهاشمي، والصادر عن ينبع الكتاب في المغرب.
وحصلت دولة الإمارات على المركز الأول في جائزة “أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب”، التي تعد أحدث فئات الجائزة، والبالغ قيمتها 100 ألف درهم، وذلك عن تطبيق “لمسة”، الذي قامت بتطويره شركة لمسة في دولة الإمارات، والمخصص للفئة العمرية من 2-8 أعوام.
وتتضمن جائزة اتصالات لكتاب الطفل ست فئات هي: فئة “كتاب العام للطفل”، وقيمتها 300 ألف درهم، يتم توزيعها بالتساوي على الناشر والمؤلف والرسام، وفئة “كتاب العام لليافعين”، وقيمتها 200 ألف درهم، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، وفئة “أفضل نص”، وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل رسوم”، وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل إخراج” وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب” بقيمة 100 ألف درهم، فضلاً عن تخصيص الجائزة لـ 300 ألف درهم لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة، والرسم، ضمن برنامج “ورشة” التابع للجائزة.
يشار إلى أن تتويج الفائزين في الجائزة جاء خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تقام فعالياته من 1-11 نوفمبر المقبل في مركز اكسبو الشارقة.
-انتهى –
مرفق صورة خلال الجلسة الحوارية