جمهور “ساو باولو للكتاب” يطلع على جماليات الحكاية الشعبية الإماراتية وتجربة الكتب الصامتة المحلية
نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 25 من معرض ساو باولو الدولي للكتاب في البرازيل، جلستين نقاشيتين الأولى حول الحكايات “الشعبية التراثية”، والثانية حول “الكتب الصامتة”.
شارك في الجلسة الأولى التي تناولت تاريخ وأنواع الحكايات الشعبية كلٌ من الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وماركو هيوريليو، المؤلف والأخصائي في القصص الشعبية البرازيلية، وأدارتها مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين.
أما جلسة الكتب الصامتة فشارك فيها كل من الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة اليازية السويدي، والرسامة مايا فداوي، والرسامة البرازيلية روزانجليا بزييرا، وأدارتها كارين بانسا، مؤلفة وناشرة برازيلية، حيث استعرضن أبرز مزايا هذا النوع من الكتب، وأهميتها، والدور الذي تلعبه في مساعدة الأطفال لتخطي حواجز اللغة والثقافة.
وعرضت جلسة الحكايات الشعبية السمات والملامح الخاصة التي تتميز بها الحكاية الشعبية، وأبزر الحكايات التراثية الإماراتية ودورها في ترسيخ القيم التي تربى عليها أجيال المجتمع المحلي، كما توقفت عند العناصر متشابهة في الحكايات الشعبية التراثية بجميع أنحاء العالم، وتنوع أشكال حضورها وفق ثقافة كل مجتمع وشعب.
وسلطت الجلسة الضوء على الدور الذي يتولاه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تدوين ونشر الحكايات الشعبية، مؤكدة على أهمية الإرث الثقافي الشعبي ودوره في التعبير عن الهوية الوطنية، بوصفه منهجاً توعوياً، يساهم في تنشئة الأبناء، وترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية لديهم. حيث تشتمل الحكايات الشعبية الإماراتية على قصص تركز على التربية السويّة، وتأصل للأخلاق النبيلة.
فيما تطرقت الجلسة الحوارية الثانية التي انطلقت تحت عنوان “الكتب الصامتة” إلى أهمية هذا النوع من الكتب في تنمية خيال الطفل، ودورها في توسيع إدراكهم، وتناولت أسباب ظهور هذا النوع من الكتب في كل البرازيل، وأثره على تعليم الأطفال اللاجئين، وإمكانية الاستفادة من تجربة الكتب الصامتة في تعليم الأطفال بصورة عامة ورفع وعيهم وتوسيع مداركهم.
وشهدت الجلسة تفاعلاً واضحاً من الجمهور الحاضر، حيث لفتوا إلى أن زيادة حجم إنتاج هذا النوع من الكتب، يسهم في توسيع حركة النشر وتنشيطها، بما يحقق النتائج المطلوبة على مختلف الأصعدة الثقافية، والإنسانية، والاستثمارية، وغيرها.
وحول تنظيم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين هذه الجلسات، وحضور الشارقة في البرازيل، قالت مروة العقروبي، رئيس المجلس: “إن مشاركة إمارة الشارقة في معرض ساوباولو للكتاب، تعكس حرص الإمارة على مد جسور الحوار والتواصل الثقافي بين الشعوب، من خلال تعزيز حضورها الدولي ومشاركتها الفاعلة في الحراك الفكري والإبداعي، إلى جانب أهميتها في التعريف بمبادراتها ذات البعد الثقافي، ودورها في تحقيق التقارب الفكري بين الشعوب والحضارات المختلفة”.
وأضافت العقروبي: “إن حضور المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف معرض ساو باولو للكتاب يشكل فرصة أمام الناشرين البرازيليين للاطلاع على الإمكانات والجهود الفاعلة في سوق النشر الإماراتي، ودورها في تحفيز إنتاج وتأليف الكتب الصامتة التي تنسجم مع توجهات الإمارة على الصعيدين الثقافي والإنساني، إلى جانب تعريفهم بتاريخ وعراقة دولة الإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً”.
يذكر أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين هو الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، وقد انطلق العمل فيه عام 2010 بهدف تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب، من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة، وتزويد المؤلفين والرسامين الواعدين والمحترفين ودور النشر القائمة في الدولة بفرص التواصل وتبادل الخبرات وبناء القدرات، فضلاً عن تقديم الدعم والتدريب للعاملين في مجال كتب الأطفال وتعزيز القراءة، والعمل على نشر ثقافة التفاهم والحوار من خلال كتب الأطفال.