“المجلس الإماراتي لكتب اليافعين” ينظّم ورشة عمل للرسامين والمصممين حول الكتب الصامتة
مساهمة منه في زيادة إنتاج الكتب الصامتة التي تثري عالم الأطفال غير القادرين على القراءة، اختتم “المجلس الإماراتي لكتب اليافعين”، الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، اليوم (الثلاثاء)، ورشة عمل تحت عنوان “كيف تؤلف كتباً صامتة؟”، بهدف تطوير قدرات مجموعة من الفنانين والرسامين المتخصصين في إنتاج كتب الأطفال بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاءت هذه الورشة التي نظمها المجلس، على مدار ثلاثة أيام في الفترة الممتدة من 24 وحتى 26 سبتمبر الجاري، ضمن فعاليات الدورة الثانية من معرض الكتب الصامتة، وهو معرض عالمي متجول يجوب مختلف أنحاء العالم منذ عام 2015، ويقام للمرة الأولى في المنطقة.
وقدمت الورشة باللغة الإنجليزية في قاعة عرض “الطبق الطائر”، التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، الفنانة والرسامة الفنلندية إيمي جورمالينين، الحاصلة على درجة الماجستير في التصميم الجرافيكي، والمتخصصة بالرسم وسرد القصص المصوَّرة ورسوم كتب الأطفال، حيث كرَّست فنَها وحياتها المهنية خلال الخمس سنوات الماضية في إبداع رسوم خاصة بكتب الأطفال، إذ تقوم بوضع الفكرة ثم تنسج خيوط القصة وأحداثها عبر الرسوم والصور التي تبدعها، ثم تقوم بتصميم ونشر أعمالها بنفسها. ونجح كتابها المصور الصامت “شجرة” (Puu) في الوصول إلى قائمة الشرف في معرض الكتب الصامتة.
وعرّفت إيمي المشاركين بعالم الكتب الصامتة، والأساليب المختلفة لسرد القصص من خلال الرسوم والصور التي تشكَل العناصر الأساسية في صناعة الكتب الصامتة، وأتاحت للمشاركين فرصة التحليق في عالم الأدب، والغوص في رحلة روائية، بدءاً من فهم واستيعاب كل العناصر الرئيسية، وأساليب وتقنيات إنتاج الكتب المصوّرة الصامتة، وصولاً إلى تأليف كتبهم الصامتة بأنفسهم.
وأكدت مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، أن الكتب الصامتة توفر للأطفال، خصوصاً أولئك غير القادرين على القراءة بلغات أخرى، فرصة ثمينة لتحفيز خيالهم أكثر مما تفعله الكتب العادية، كما أنها تمكنهم من فهم المفاهيم والأفكار، وتجاوز العوائق اللغوية، موضحة أن ورش العمل التي ينظمها المجلس تشكل أحد أبرز الوسائل الناجحة لتشجيع الفنانين والرسامين الموهوبين على نشر هذه الرسالة من خلال أعمالهم.
وقالت: “تتميز القصص والأساطير والحكايات بطابعها العالمي الذي باستطاعته تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية بالصور والرسوم، وتلعب الكتب المصورة دوراً بارزاً في تجاوز هذه المعوقات، لهذا نظمنا هذه الورشة، بهدف رفد المكتبة العربية بمجموعة مميزة من الكتب الصامتة التي تحتوي على قصص مصورة دون كلمات مكتوبة يمكن لجميع الأطفال أن يفهموها، وينبغي أن نتذكر دائماً أن أعظم هدية يمكن للكتاب أن يقدمها ليست الكلمات التي يحتويها، بل الفكرة والرسالة التي يحملها”.
وأشارت مروة العقروبي إلى أن هناك حاجة ملحة إلى ضمان انتشار الكتب الصامتة ووصولها إلى مختلف المكتبات ومتاجر الكتب، إضافة إلى زيادة الإنتاج العربي من هذه الكتب، مضيفة أنه ينبغي مخاطبة الناشرين ورواة القصص ومساعدتهم على فهم أهمية هذا النوع من الكتب ودورها في تجاوز الحدود الثقافية واللغوية.
وشجعت إيمي خلال الورشة المشاركين على الغوص في دواخلهم وذواتهم للبحث عن الإلهام للوصول إلى الفكرة والمغزى والحبكة لبناء القصة التي ستدور حولها كتبهم الصامتة، بدلاً من البحث عن مصادر الإلهام في العالم الخارجي.
وقالت: ” لدي شغف كبير بالرسم وأشعر بأن كل عرض من عروض أعمالي الفنية يشكِل خطوة جديدة لمغامرة كبيرة قادمة، إذ أنني اخترت أن أنتج كتاباً بالرسم وليس بالكتابة، وهذا ما يجعل كتبي لا تتوجه لفئة عمرية بعينها لأن الكتب الصامتة هدية عالمية، وهناك الكثير من الطرق لتفسيرها”.
وأكدت للمشاركين أن الكتب الصامتة لا تحتاج أن تكون صامتة، موضحة أنه يمكن لقارئها أن يشعر بالفرح والضحك أو الصراخ والغضب والبكاء الذي تعكسه الصور، والرسوم.
وشارك في ورشة العمل، مجموعة من الفنانين والرسامين ومصممي الجرافيك، من أصحاب الخبرة في مجال الرسم للأطفال وإنتاج الكتب المصورة، حيث تعرفوا خلالها على الخطوات المطلوبة، المهارات اللازمة لتصميم الكتب الصامتة، بدءاً من تكوين فكرة الكتاب، ثم ترتيب سير الأحداث، وصولاً إلى تنسيق وتصميم الكتاب.
ويسعى “المجلس الإماراتي لكتب اليافعين” من خلال استضافة معرض الكتب الصامتة في الشارقة الذي تختتم فعالياته في 30 سبتمبر الجاري، إلى تعريف أفراد المجتمع والمتخصصين في العالم العربي بالكتب الصامتة، والمساعدة على تحقيق أقصى قدر من الفائدة من خلال تدريب المتخصصين بالآداب والفنون على كيفية إنتاج هذا النوع الفريد من الكتب.
-انتهى-
مرفق صور خلال الورشة.