جمعت منصة جناح الشارقة المشارك في فعاليات معرض نيودلهي الدولي للكتاب، أربعة من الكتاب والناشطين المتخصصين بأدب الطفل، في جلسة حوارية حملت عنوان “إنه ليس كتاباً سحرياً”، نظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتناولت التحديات التي تواجه الكتب الموجهة لذوي الإعاقة، والمعايير الغائبة عن دور النشر العربية، وأهمية تطوير منظومة صناعة الكتب للمعاقين.
وشارك في الجلسة التي عقدت مساء أمس (الاثنين)، ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب، كل من روان بركات، مؤسسة ومديرة مؤسسة رنين المتخصصة في مجال الكتب الصوتية، ومحمد النابلسي، من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ود. إيرا ساكسينا، الكاتبة والطبيبة النفسية، و فيربالا رستوغي العضوة الناشطة في الخدمة المجتمعية، والعاملة في المجلس الهندي لكتب اليافعين، وأدار الندوة آمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال.
وأكد المتحدثون أن النظرة المجتمعية لذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن تتغير، لافتين إلى أنه في الوقت الذي يرى البعض أن المعاقين غير قادرين على أداء بعض المهام والأعمال، يثبت ذوو الاحتياجات الخاصة أنهم قادرون على فعل الكثير، وتقديم إضافة حقيقية إلى المجتمعات التي ينتمون إليها.
وشددوا على أن تغير الذهنية تجاه المعاقين يسهم في النهوض بالكتب الموجهة لهم، موضحين أنه مهما كانت الإعاقة التي يعاني منها الأشخاص إلا أنها لا يمكن أن تعيقهم عن القراءة، فللكفيف والأعمى كتب مسموعة، وأخرى بلغة بريل، وللصم والبكم كتب مصورة، ولذوي الإعاقات الذهنية كتب مبسطة سهلة تقرب الأفكار إليهم.
أنواع مختلفة للكتب ذوي الإعاقة
وتوقف المتحدثون عند أنواع الكتب المعروفة في نشر المؤلفات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرين إلى وجود كتب (دامجة) وهي الكتب الموجهة لمجمل القراء والتي تتناول قضايا المعاقين وتحاول دمجهم في المجتمع من خلال الأفكار، والحكايات، والصور، وغيرها، وهناك الكتب (الميسرة) التي تعتمد على وسائل إضافية لتقريب محتواها إلى القراء ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر السمع، أو التصوير، أو التجسيم، أو غيرها من الأساليب.
ولفتوا إلى أن الكثير يخلط بين الكتب الدامجة والميسرة، والبعض لا يصنفها وفق الفئات الموجهة لها، ويعتبر أن كل ما يتناول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة هو موجه لهم، مستعرضين عدداً من الكتب الدامجة والميسرة الصادرة باللغة الهندية والإنجليزية، والعربية.
تحديات
وأكد المتحدثون أن الكتب الميسرة لذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من جملة تحديات في العالم العربي، والهند، منها تكلفة الإنتاج، وغياب المعرفة اللازمة والكافية لإصدار كتب للمعاقين عند الناشرين، واعتماد هذه الكتب ضمن الخدمات المقدمة للمعاقين وبالتالي نشرها مجاناً والتهاون في حقوق نشرها.
وشددوا على أهمية وجود متخصصين بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة خلال عمل دور النشر على إصدار كتب ميسرة، مشيرين إلى عدد من المبادرات الهادفة والقيمة التي وقعت في أخطاء بسيطة خلال العمل مما بدد جهدها في إصدار كتب ميسرة بالمعايير المطلوبة.