اعتلى تسعة من كتّاب ومتخصصي أدب الطفل منصة تتويج النسخة التاسعة من “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”، التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وترعاها شركة اتصالات، بهدف إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية عند الأطفال من خلال إبراز وتكريم أفضل أعمال العاملين في مجال أدب الطفل واليافعين.
وقدمت الجائزة لهذا العام تجارب إبداعية من ثلاثة بلدان عربية، هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، ولبنان، حيث فاز بجائزة كتاب العام للطفل، البالغ قيمتها 300 ألف درهم، كتاب “لي بدل البيت بيتان” للكاتبة لوركا سبيتي، ورسوم منى يقظان، والصادر عن دار الساقي – الساقي للأطفال والشبان في لبنان، بينما فاز بجائزة كتاب العام لليافعين، البالغ قيمتها 200 ألف درهم، كتاب “كابوتشينو” للمؤلفة فاطمة شرف الدين، والصادر عن دار الساقي – الساقي للأطفال والشبان في لبنان.
ونال جائزة أفضل نص، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، كتاب “أمي غوريلا وأبي فيل” للدكتورة نسيبة العزيبي، ورسوم عبد الرزاق الصالحاني، والصادر عن دار العالم العربي للنشر والتوزيع في دولة الإمارات، بينما فاز بجائزة أفضل إخراج، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، كتاب”ماذا حصل لأخي رامز؟” للكاتبة تغريد عارف النجار، ورسوم مايا فداوي، والصادر عن السلوى للدراسات والنشر في الأردن.
أما جائزة أفضل رسوم، البالغ قيمتها 100 ألف درهم، فجاءت من نصيب الرسامة اللبنانية مايا فداوي وذلك عن رسومها لكتاب “خروف اليوم السابع” للكاتبة أمينة العلوي الهاشمي، والصادر عن ينبع الكتاب في المغرب.
وحصلت دولة الإمارات على المركز الأول في جائزة “أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب”، التي تعد أحدث فئات الجائزة، والبالغ قيمتها 100 ألف درهم، وذلك عن تطبيق “لمسة”، الذي قامت بتطويره شركة لمسة في دولة الإمارات، والمخصص للفئة العمرية من 2-8 أعوام.
وهنأت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في نسختها التاسعة، وأكدت أن الجائزة باتت تحظى بمكانة رفيعة بين نظيراتها من الجوائز، حيث ظهر ذلك جلياً في النسخة الحالية، التي شهدت إقبالاً غير مسبوق من قبل دور نشر، وكتّاب، ورسامين من مختلف أنحاء العالم.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “نواصل من خلال جائزة اتصالات لكتاب الطفل جهودنا في الارتقاء بأدب الطفل العربي، وتوفير منتج ثقافي وأدبي رفيع، يعيد إلى مكتبة الطفل مكانتها، نظراً لكونها أهم مصدر من مصادر اكتساب المعارف، وبعد مطالعتنا للأعمال التي ترشحت في نسخة هذا العام بشكل عام، والأعمال الفائزة على وجه الخصوص، لاحظنا وجود العديد من الإصدارات القيّمة، التي سيكون لها دور مؤثر ومحوري في جذب الأطفال إلى عالم القراءة”.
من جانبه قال سعادة عبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي – مدير عام اتصالات الإمارات الشمالية: “إن رعايتنا لجائزة اتصالات لكتاب الطفل تنبع من إيمان راسخ بأهمية الاستثمار في أجيال المستقبل، والعمل على تنمية عقول الأطفال واليافعين وصقل مواهبهم ومهاراتهم من خلال الكتاب، الذي نعتبره المورد الأمثل والأفضل لنهل واستقاء العلوم، ونؤكد على أننا نلتزم بتطوير الجائزة والتوسع فيها لتحقيق أفضل النتائج، حيث دعمنا هذا العام فكرة استحداث فئة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب”.
وحملت الكتب الفائزة مضامين ذات قيم تربوية، وحكايات إنسانية، تتنوع في بنائها بين الخيالي والواقعي، حيث يشجع كتاب “لي بدل البيت بيتان” الأطفال على تقبّل فكرة انفصال الوالدين، من خلال أخذ الجانب الإيجابي والمتمثل في وجود بيتين، يستطيع من خلاله الطفل أن يذهب إلى البستان ويقطف الفاكهة برفقة والده، وفي البيت الآخر تقرأ له أمه قصة قبل النوم.
فيما يطرح كتاب “كابوتشينو”، مجموعة من الأسئلة حول السر العائلي الكبير لكل من الصديقين أنس ولينا، ويسلّط الضوء -في جانب آخر- على ظاهرة العنف الأسري باعتبارها أمراً شائعاً في العالم أكثر مما هو متوقع، كما يسرد كتاب “أمي غوريلا وأبي فيل”، قصة طفل يدعى “شجاع “، يعيش بسعادة واستقرار في كنف والديه، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يكتشف فيه أمراً يتسبب في قلب حياته رأساً على عقب، ويدخله في دوامة من الحيرة والتساؤلات.
ويتناول كتاب “ماذا حصل لأخي رامز؟” قصة العلاقة الأخوية التي تجمع “علوش”، الطفل الصغير المدلل بين أفراد عائلته، و”رامز” الأخ الأكبر الذي يعتبر المثل الأعلى لعلوش والراعي الأول له، ويؤكد الكتاب ضرورة تفهّم أن العلاقة بين الأخوين قد تختلف بناءً على الفارق العمري بينهما، إذ يمكن للعلاقة بينهما أن تكون غير منسجمة، وكأن كل منهما جاء من عالم مختلف، ويمكن لها أن تكون العكس، كما يفرد الكتاب حيّزاً كبيراً لمناقشة مشاعر الغيرة التي يمكن تحويلها إلى مشاعر إيجابية.
ويبحث كتاب “خروف اليوم السابع” في موضوع اﻟﻌﻘﻴﻘﺔ، وﻃﺮﻳﻘﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎل المولود اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻟترﺣﻴﺐ ﺑﻪ وﺳﻂ اﻷسرة، إذ يسعى الكتاب إلى تقريب الأطفال من الموروث الثقافي، والعادات والتقاليد العربية والإسلامية من خلال الرسوم، أما تطبيق “لمسة”، فيحتوي على أكثر من 200 محتوى تعليمي ترفيهي تفاعلي، ويسعى إلى غرس حب القراءة، وحب اللغة العربية في نفوس الأطفال، وتتوزع محتوياته بين ستة محاور متنوعة.
وحرصت الجائزة في اختيارها لأعضاء لجنة التحكيم على استقطاب كفاءات من مختلف الحقول المعرفية المتعلقة في الكتاب، فجمعت بين ناشر، وأكاديمي، ومؤلف، ورسام، وضمت خمسة متخصصين في صناعة كتب الأطفال واليافعين، ينتمون إلى عدد من الدول العربية، إلى جانب خبير أجنبي متخصص، وهم: الدكتورة ياسمين مطاوع، أستاذة الإنشاء والخطابة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمدربة في مجال الكتابة الإبداعية الموجهة للطفل، وتامر سعيد، المدير العام لمجموعة “كلمات” للنشر.
كما شملت اللجنة، نهلة غندور، المتخصصة في تأهيل الأطفال، وعلاج ذوي الإعاقة والتي تعمل حالياً مديرة لروضة تأهيل الأطفال في مؤسسة غسان كنفاني الثقافية ببيروت، وميرتيس باريس، مؤسسة دار “موزاييكس ليبريس”، المتخصصة في نشر أدب الأطفال والشباب، والتي تشغل حالياً منصب رئيسة تحرير الدار، والفنانة والكاتبة العراقية انطلاق محمد علي، المتخصصة في الرسم التصويري والكتابة للأطفال واليافعين.
وكانت جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي يبلغ إجمالي قيمة جوائزها 1.2 مليون درهم إماراتي (نحو 327 ألف دولار أمريكي)، قد تسلمت في نسختها التاسعة 166 مشاركة من 15 دولة عربية وأجنبية، بواقع 145 مشاركة في فئتي كتب الأطفال واليافعين، و21 مشاركة في فئة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب.
وتتضمن جائزة اتصالات لكتاب الطفل ست فئات هي: فئة “كتاب العام للطفل”، وقيمتها 300 ألف درهم، يتم توزيعها بالتساوي على الناشر والمؤلف والرسام، وفئة “كتاب العام لليافعين”، وقيمتها 200 ألف درهم، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، وفئة “أفضل نص”، وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل رسوم”، وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل إخراج” وقيمتها 100 ألف درهم، وفئة “أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب” بقيمة 100 ألف درهم، فضلاً عن تخصيص الجائزة لـ 300 ألف درهم لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة، والرسم، ضمن برنامج “ورشة” التابع للجائزة.
يشار إلى أن تتويج الفائزين في الجائزة جاء خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تقام فعالياته من 1-11 نوفمبر المقبل في مركز اكسبو الشارقة.
-انتهى-