مشاهد مرئية ورسائل إنسانية تحملها مؤلفات لائحة شرف "الكتب الصامتة"

أغسطس 21, 2017

تحمل مجموعة الكتب الصامتة بين طياتها العديد من القصص و الروايات الغير مصحوبة بكلمات، لترسل مزيجاً من الرسائل الإنسانية، والمشاهد المرئية بكلام غير منطوق يتجاوز ببلاغته ما قال، ويبث شعارات إنسانية وضحكات استثنائية، لتحفز خيال الأطفال، وتحثهم على الإبداع وتأليف قصصهم الخاصة، وتم اختيار هذه المجموعة من الكتب من معرض الكتب الصامتة في دورته الحالية، الذي انطلق بمبادرة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى في الوطن العربي والمنطقة، بهدف مساعدة الأطفال اللاجئين على تجاوز حاجز اللغة، وفهم الكتب والاستمتاع بها، والذي يستمر حتى 30 سبتمبر.

وتقدم الكتب الصامتة العديد من الأفكار والمعاني التي قد تصل إلى كل قارىء بطريقة مختلفة عن غيره، حيث يتمكن كل قارىء من مشاهدة الكتاب من وجهة نظره الخاصة، بناء على قدراته المختلفة في تحليل الأمور ومناقشتها، ففي بعض الأحيان قد تربط أحداث الكتاب بواقع نعيشه أو بفكرة وحلم نسعى إلى تحقيقه، ويندرج هنا قراءة خاصة بصحيفة الاتحاد لمجموعة من الكتب الصامتة.

وتتضمن هذه المجموعة خمسة كتب من لائحة الشرف التي تم اختيارها من قبل المجلس الدولي لكتب اليافعين، والمكونة من 51 كتاباً قام باختيارها المجلس من 18 دولة أجنبية.

كتاب يوم على الشاطئ
رسوم: كيم سو يون
ناشر:بوريم بريس
جيو جي دو كوريا الجنوبية 2012
يسرد كتاب “يوم على الشاطئ”، حكاية مؤثرة بتفاصيلها كافة، حيث توصف صراع البقاء الذي تعيشه امرأة عمياء بمساعدة كلبها الوفي، الذي يساعدها للذهاب إلى البحر واصطياد الأسماك من خلال وصل حبل بين البيت والبحر لمساعدة المرأة للوصول إلى مكان السمك من خلال الإمساك بهذا الحبل عن طريق عصاها الخشبية، لتتماشى الأحداث وتتصاعد القصة عند محاولات إحدى الطيور شد الحبل وتغيير مساره، وصراع الكلب لإعادة الحبل إلى طريقه الصحيح حتى لا تصاب بالأذى صديقته العمياء، حيث ينجح بذلك ويتمكن من إعادة الحبل إلى مساره الصحيح، لتتماشى أحداث القصة مع صراعات المرأة للإمساك بالسمكة، لتتمكن في نهاية الأمر من الحصول عليها والعودة إلى المنزل.

كتاب “بوو” (الشجرة)
رسوم ايمي جورمالينين
ناشر: استديو بنما
هيلينسكي، فنلندا 2013
يقدم كتاب “بوو” (الشجرة) دورة حياة مجموعة من الطيور خلال مرورها في الفصول الأربعة من خلال مشهد توضيحي يدور على أغصان شجرة، التي تتخذ منها الطيور موطناً لها في جميع فصول العام، لتتناقل مشاهد الكتاب بين وصف لكل فصل ومجريات حياة هذه الطيور على الأغصان التي تتغطى بالأوراق تارة وتتساقط عنها تارة أخرى في وصف مؤثر يرمز إلى أن الشجرة هي الموطن الحقيقي لهذه الطيور.

كتاب : على القمر
رسوم فانيت ميلير
ناشر: إيديسيون دوليفر
ستراسبورغ، فرنسا 2013
ورسم كتاب “على القمر”، أطوار القمر المختلفة خلال شهر عربي كامل، والتي يمر بها فيتغير شكله المرئي من مرحلة الهلال مروراً بالبدر ثم ينتهي بالمحاق، حيث تختلف أطوار القمر بشكل دوري أثناء دوران القمر حول الأرض اعتماداً على التغير في المواقع النسبية لكل من القمر والأرض والشمس، إذ يكون شكل القمر بدرا عندما تكون الشمس والقمر على الجانبين المتقابلين من الأرض، ويأخذ شكل محاق أي قمر مظلم عندما تصبح الشمس والقمر على نفس الوجه الجانبي من الأرض.

كتاب: الصديق الكسول
رسوم : رونان باديل
ناشر :أوترمن/جيوبريس
ويلينغتون، نيوزيلندا
يروي كتاب “الصديق الكسول” حكاية مميزة بشخصياتها، ومؤثرة برسالتها، لمجموعة من الحيوانات الصديقة التي تعيش معاً في غابة واحدة وهم الكوالا الكسول والأفعى والضفدع والببغاء، فيلعبون ويلهون سوياً، وتتصاعد أحداث القصة فجأة عندما يقدم إنسان على قطع الشجرة التي يقطنها هؤلاء الأصدقاء، فتتمكن الحيوانات من الهرب باستثناء الكوالا الكسول، وهنا تقرر الأفعى بأن تقدم دور البطولة بأن تتسلل إلى العربة التي يضع فيها الشجر بعد قطعه لتحاول إنقاذ صديقه الكوالا من بين قطع الخشب، مع الحزن الذي يرتسم على وجوه باقي الأصدقاء خوفاً من أن لا يعودوا مرة ثانية إليهم.

وتتماشى أحداث القصة بين سلسلة من المغامرات التي يعيشها الأفعى والكوالا في العربة وهي متجهة بعيداً عن الغابة، مع محاولة الأفعى المستمرة إلى دفع الخشبة خارج العربة، لتتكلل محاولاتها بالنجاح وتتمكن من إسقاط الخشبة في النهر الذي يأخذهم بجولة من الأحداث الشيقة، وبعد رحلة طويلة تنجح الأفعى بالعودة مع صديقها الكوالا إلى الغابة وإلى أصدقائهم من جديد، الذين يستقبلونهم بمشهد مؤثر يملؤه الشوق والحنين.

كتاب: 12ساعة مع أوسكار
رسوم: ايفا ماسيكوفا
ناشر: باأوباب
براغ، جمهورية التشيك 2012
يروي كتاب “12ساعة مع أوسكار”، مغامرات يومية يعيشها الطفل أوسكار، بداية عند استيقاظه من النوم على صوت المنبه، بعدما كان يغرق بأحلامه الطفولية بأنه يركب على ظهر ديناصور، ليستيقظ ويجد نفسه في غرفته الصغيرة المليئة بالألعاب في كل مكان، وقطته التي تنتظره حتى يفيق، ومن ثم يبدأ بارتداء ملابسه بنفسه، ثم يذهب لوالدته التي تعد طعام الفطور في المطبخ برفقة سيارة ألعابه، ويجلس بعد ذلك ليتناول فطوره برفقة أمه، ومن ثم يذهب لينظف أسنانه الصغيرة بخطوات صغيرة وبسيطة، يصفها الكتاب بشكل توضيحي مبسط.

ويقرر أوسكار الخروج مع والدته إلى السوق، فيرتدي معطفه الدافئ لبرودة الجو في الخارج، ثم حذاءه الذي يجد بعض الصعوبة في ربطه لكنه ينجح في نهاية الأمر، فيخرج مع والدته ويركبا القطار السريع، فينظر من حوله مستمعاً للكثير من الأحاديث التي تجري بين الجالسين في القطار، ويفكر بعد ذلك بطرق النقل المختلفة التي يمكن الانتقال بها في هذا العالم سواء أكانت على الأرض أو البحر أو السماء، حتى يتوقف القطار معلناً وصول الركاب إلى وجهتهم.

وفي مشهد يصف واجهات المحلات المزدحمة بمختلف المنتجات والبضائع، التي يتنقل بينها أوسكار برفقة والدته بحثا منه على لعبة له ليشتريها، ويقع خياره على شكل قناع أخضر، ومن ثم يذهب مع والدته لتناول طعام الغداء بعد الانتهاء من شراء الأغراض، ومن ثم يتوجهان إلى الحافلة مسرعين لأنه سينطلق بعد خمسة دقائق للعودة إلى البيت، الذي يدخل إليه أوسكار فرحاً مسرعا ليطلع والده على لعبته الجديدة، ومن ثم يذهب ليستعد للنوم ويعود ويدخل في أحلامه الطفولية من جديد.

 

-انتهى-